الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية ناشطة شابّة بمعتمدية عڨارب بادرت إلى تجسيد مشروع بيئي فأجابها مسؤول: "بنيتي برّا عرّس على روحك وفك عليك من التفاهات هاذي"!!

نشر في  26 سبتمبر 2018  (12:45)

رفعت ظاهرة انتشار الزواحف القاتلة من أفاعي وثعابين مستوى الاحتقان والغضب لدى مواطني معتمدية عڨارب من ولاية صفاقس، لاسيّما بعد حادثة لدغٍ تعرّض لها شخصان أسفرت عن مصرع طفل لم يتعدّ سنّ الـ9 أعوام.

 

وقالَ الناشط البيئي صبري بوكثير بن نصير في تصريحٍ لموقع الجمهورية، اليوم الأربعاء 26 سبتمبر 2018، إنّ المنطقة تشهد منذ فترة استشراءً للزواحف السامّة والتي أصبحت تشكّل خطراً حقيقيا محدّقاً بحياة المواطنين في أيّة لحظة، حيث هاجمت عشرات الأفاعي المنازل وحاصرت الأنهج، مخلّفةً الذعر والهلع بين الأهالي، ولاحظَ بوكثير أنّ بروز هذه الظاهرة الخطيرة مردّهُ تردّي الوضع البيئي بمنطقة عڨارب (تعدّ حوالي 40 ألف نسمة) نتيجة تكدّس أطنان الفضلات والنفايات بمصبّاتٍ عشوائية ومقنّنة لكنها لا تستجيب لأدنى شروط وقواعد السلامة البيئية، بحسبه.

وأكّد الناشط في المجال البيئي أنَّ معتمدية عڨارب تحتوي على مصبّ جهوي للفضلات يقع بمحميّة طبيعيّة، تمّ إحداثه منذ سنة 2007، ويستقبل يوميّا حوالي 800 طن من الفضلات المنزليّة، مشيراً إلى أنّ الخطورة ازدادت مؤخرا مع انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الزواحف الضارّة كما تسجيل عدد من الحالات المرضية السرطانيّة الناتجة عن تدهور الوضع البيئي.

وأضاف المتحدّث، "المصب الجهوي يُعتبر بؤرة ومصدر مَضرّة لكلّ ما بينّاه آنفاً، لأنّ السلط المحلية مرجع النظر تكتفي بإلقاء أطنان الفضلات وتشفعهُ بعمليات ردمٍ، وهو إجراءٌ غير ذي جدوى، ولا ينمّ سوى عن تقصير وتعاطٍ لامسؤول من قِبل القائمين عليه".

وتابع أنَّ عدداً من المَعامل المنتصبة بالمنطقة الصناعية بعڨارب (تضمّ حوالي 20 مصنعاً) تعمدُ إلى التخلّص من نفاياتها ومياهها المستعملة بمصبّات عشوائية وغير مراقبة، دون تدخّلٍ زجري من الجهات المسؤولة، رغم إحاطتها علماً بهذه التجاوزات، موصّفاً الوضع البيئي هناك بـ"الكارثي"، على حدّ تعبيره.

ولفت صبري بوكثير أنّ مكوّنات المجتمع المدني بعڨارب لطالما نادت عبر حملات وتحرّكاتٍ سلمية منظّمة بضرورة النظر إلى الملف البيئي واعتبارهِ قضيّةً حارقة ومحورية بالمنطقة، مؤكداً أنّ مكاتب المسؤولين ظلّت مُغلّقة أمام النشطاء والقوى المدنية الحيّة، حتى أنّ النقاش وتدارس الوضع بات أمراً صعب المنال، وَفقه.

وطالبَ بوكثير نيابةً عن الجسم المواطني بعڨارب، أجهزة الدولة ذات العلاقة، بتوفير خبراء في المجال البيئي للعمل على تحديد مصادر التلوّث وتحميل المسؤوليّات، قائلاً، "إنّه من غير المعقول فسح المجال لوضع مصبّ فضلات وسط محميّة طبيعيّة كان من الأجدر تثمينها وتعزيز مكاسبها وحمايتها حتى تكون وِجهةً للسياحة الايكولوجيّة.

وختمَ مخاطبنا حديثهُ بمرارةٍ عميقة، "أتذكّر أنّ ناشطة شابّة بمنطقتنا بادرت إلى تجسيد مشروع بيئي يقوم على رسكلة وتدوير النفايات والفضلات، في محاولةٍ منها لاستغلال المصب الجهوي وضرب عصفورين بحجرٍ واحد، إلّا أنّ أحد المسؤولين قطع طريقها إلى تحقيق مطمحها وأجابها "بنيتي برّا عرّس على روحك وفك عليك من التفاهات هاذي".

ماهر العوني